الأمراض المنقولة بالغذاء تهديد للأمن الصحي العالمي
أخصائي إدارة سلامة وجودة الأغذية
م. ايمن قاسم الرفاعي
16.01.2010
(الصحة الغذائية)؛ “الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء تمثل خطرا على الأمن الصحي العالمي، وأية حلول لتعزيز سلامة الأغذية يجب أن تكون على المستوى الدولي“، هذا ما تضمنه تقرير لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
هذا التقرير، والذي من المقرر تسليمه في الاجتماع التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في وقت لاحق من هذا الشهر (يناير 2010)، قد أعلن أن الفضائح الأخيرة التي تنطوي على مواد كيميائية مثل مادة الميلامين ، والديوكسين ، فضلا عن التلوث الميكروبي للمنتجات الغذائية مع مسببات الأمراض التقليدية أو الجديدة، قد سلطت الضوء على طبيعة المشكلة التي تشمل العالم بأسره.
وتختصر هذه المشكلة بقضية الغذاء والماء الحاملين لمرض الإسهال والتي تعد “مشكلة متنامية للصحة العامة” وتكلف العالم 2.2 مليون شخص سنوياً منهم 1.9 مليون من الأطفال.
وتقول هيئة الصحة أن العديد من الأمراض المعدية بما في ذلك الأمراض الحيوانية المستجدة تنتقل عن طريق الأغذية، كما تحذر من أن العديد من الأمراض الأخرى مثل السرطان ترتبط مع المواد الكيميائية والسموم المنتشرة في المواد الغذائية.
ويورد التقرير، “إن انتشار مسببات الأمراض والملوثات عبر الحدود الوطنية يعني أن الأمراض المنقولة بالغذاء، تهدد أمن الصحة العامة العالمي”.
تغير المناخ
وقالت الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية:” من المرجح أن تتفاقم نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الأغذية بفعل تأثيرات تغير المناخ يسبب “معدلات نمو أسرع للكائنات الحية الدقيقة في الغذاء والماء في درجات حرارة أعلى، ويحتمل أن يؤدي ذلك إلى مستويات أعلى من السموم أو مسببات الأمراض في الغذاء”.
والأخطار المتزايد الذي تشكلها الأمراض الحيوانية الناشئة حديثا يمكن أن تكون حادة بصفة خاصة، وأضاف البيان أن التحركات نحو تحسين إنتاج الأغذية وتوزيعها لن يفيد سوى تلك الفئة التي تفتقر إلى الأمن الغذائي و/ أو الذين يعانون من سوء التغذية هذا فقط إذا كانت مصحوبة بالتقدم في سلامة وجودة الغذاء، كما أن مخاطر الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء لا تقتصر فقط على صحة الإنسان، ولكنها تشكل أيضا تهديدا للنمو الاقتصادي في البلدان النامية.
ويؤكد التقرير أنه في حين أن “العديد أو معظم الأمراض المعدية للإنسان ” في العقود الأخيرة قد تأتي من الحيوانات، إلا أن انتقال هذه العدوى قد تم في كثير من الأحيان عن طريق الطعام وإعداد الطعام، وما المتلازمة التنفسية الحادة، ومرض جنون البقر وأنفلونزا الطيور إلا أمثلة رئيسية للتدليل على ذلك.
حلول دولية
ويؤكد التقرير أن الأمراض المنقولة بالغذاء لا تعترف بالحدود الوطنية، والجهود المبذولة لمكافحتها يجب أن تكون منسقة بين الحكومات والأقاليم، وذلك لان المخاطر التي تهدد سلامة الأغذية قد تنشأ في أي حلقة من سلسلة الإنتاج الغذائي، بما في ذلك البيئة وعلف الحيوان والإنتاج والبيع بالتجزئة وممارسات إعداد الطعام ومطبخ المستهلك.
كما ذكر التقرير، إن الشرط الأساسي لضمان سلامة الأغذية سوف يكون بتفعيل تعاون القطاعات المتعددة بين جميع الشركاء المعنيين على الصعيدين الدولي والوطني، مع مراعاة منهجية لسلامة الأغذية في نظم وسياسات الأغذية والتغذية والتدخلات فيما بينها.
وتنبأت منظمة الصحة العالمية، أن الاتفاقات الدولية بشأن إدارة سلامة الأغذية التي تتضمن المبادئ العامة العلمية والتعاون في مختلف القطاعات هي أمر حيوي، ومثل هذا النهج في أنظمة المراقبة يمكن أن يمنع أو يسهل الكشف المبكر عن الأمراض، وربما أيضا “يقلل إلى حد كبير من احتمالات حدوثها في الأجلين المتوسط والطويل، وإن جملة الخطوط العريضة لمجموعة كبيرة من المبادرات والجماعات قد أنشأت للمساعدة على تحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الشبكة الدولية للسلطات المعنية بالسلامة الغذائية، والفريق المرجعي للأمراض المنقولة بالغذاء والوبائيات.
وخلصت الهيئة، إلى أن التقييم العلمي السليم للمخاطر يجب أن يشكل أساسا لتشكيل السياسة العامة لإدارة سلامة الأغذية وحماية المستهلكين، وأضافت الهيئة أنها تستثمر في السبل الجديدة “لضمان توفير المشورة العلمية الدولية، وتجنب هدر الموارد بسبب تكرار التقييمات في البلدان أو المناطق. خاص موقع: http://worthfood.com/
المصادر:
Filed under: تشريعات وتقارير | Tagged: الصحة العامة،تقرير who،سلامة الأغذية |
اترك تعليقًا