الأغذية الأرجوانية.. تكافح الشيخوخة وتمنع الهرم


الأغذية الأرجوانية.. أكسير صحة يكافح الشيخوخة

أخصائي الأغذية

م. أيمن قاسم الرفاعي

08.فبراير.2010

(الصحة الغذائية)؛ تحتوي الفاكهة والخضروات الأرجوانية (أو البنفسجية) اللون على عناصر غذائية هامة تظهر الدراسات العلمية يوماً بعد يوم فوائدها الصحية والحيوية ككثير من الأغذية الطبيعية الأخرى، لكن هذه الأرجوانيات تمتاز بخاصة تجعل منها إكسير الشباب والصحة الذي تكافح به الشيخوخة والهرم، حيث تحوي على مواد تدعى بالانثوسيانين (Anthocyanins) ، وهي مواد مضادة للأكسدة ثبت أنها توفر حماية للقلب والبصر وتعزز التركيز الذهني وتمنع عمليات الأكسدة التي تضر بالجسم وتسرع شيخوخة وهرم الخلايا.

والأنثوسيانين؛ هي صبغات ذوابة بالماء تظهر بألوان تتدرج من الأحمر إلى البنفسجي إلى الأزرق بحسب درجة حموضة الوسط، وكيميائياً هي عبارة عن مركبات فلافونويد (مركبات حلقية متعددة غير مشبعة) لذا تعتبر من مضادات الأكسدة الفعالة جداً.

إن عوامل الأكسدة والالتهابات هي عوامل شديدة التأثير في هرم الدماغ، وقد أظهرت الدراسات العلمية أن ثمار التوت المتنوعة (والتي تتميز بمحتواها العالي من الأنثوسيانين) ذات قيمة حيوية في حماية الدماغ من هذين العاملين، كما أظهرت الدراسات أن الأغذية والحميات الغذائية الحاوية على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والالتهاب – كمادتنا هذه – تساعد في خفض مخاطر الأمراض المرافقة للتقدم بالعمر أو الشيخوخة كالزهايمر وداء باركنسون، وكذلك تساعد هذه المواد على خفض مسببات الالتهاب في مصل الدم، كما وتزيد أو تعزز وجود الكوليستيرول النافع أو الجيد (HDL: High Density Lipoprotein) وبالتالي تخفض نسبة الكوليستيرول الضار أو السيئ (LDL: Low Density Lipoprotein)، أي تؤدي إلى حد ما دور يشابه عمل الأسبرين – مع اختزال طبيعي للآثار الجانبية للأسبرين- لذالك فهذه المواد ليست نافعة وجيدة فقط للدماغ بل أيضاً لعمل القلب ونظام الدوران والشرايين والأوردة.

وأظهرت دراسات حديثة أيضاً أن مادة مثل الريسفيراترول (Resveratrol ) تمنع نمو الخلايا السرطانية في الحيوانات وتزيد أيضا في طول العمر لدى الحيوانات، مثل الديدان وذبابة الفاكهة والأسماك والفئران، والريسفيراترول، هو عبارة عن مركب كيميائي ذواب في الدهون موجودة في بعض الثمار الأرجوانية، مثل العنب وعصير العنب الأحمر والأسود والفول السوداني وبعض أنواع التوت.

purpule foods

وتشمل قائمة الثمار الأرجوانية العديد من الأصناف مثل الجزر والباذنجان الأرجواني، والملفوف الأرجواني، البنجر، والعنب، وتوت العليق، الكرز الأسود، التوت الأسود، الكشمش الأسود والخوخ، التوت والتين والزبيب، والرمان، وتوت الأكي، وغوجي التوت.

ويأسف العلماء لعدم توفر أصناف ذات استخدام كبير في الأطعمة اليومية تحوي هذه الكنوز الأرجوانية، لذا يكب العلماء مؤخراً على تطوير أصناف من الثمار ذات الاستخدام اليومي مثل البندورة (الطماطم) من خلال تقنيات التحسين الوراثي والتحوير الجيني للحصول على ثمار بندورة أرجوانية اللون.

ومنذ القدم والمهتمون بالغذاء والصحة يتحدثون عن الفوائد الكبيرة لهذه الثمار الأرجوانية فبالإضافة لكونها تحوي المواد المضادة للأكسدة، فقد أظهرت الأبحاث أن تناول ثمار العنب يمكن أن يساعد على فقدان الوزن عن طريق الحد من الإقبال على الطعام بشراهة، حيث أن أولئك الذين استهلكوا ثمار التوت أو العنب الأرجوانية قل لديهم الاستهلاك الغذائي بنسبة 8 %.

وكذلك فإن العنب البري يساعد على خفض الكولسترول الضار جنبا إلى جنب مع التوت البري، وثمار التوت تساعد على منع التهابات المسالك البولية لأنها تحوي على مواد مغذية تدعى بروأنثوسياندين (Proanthocyanidin) التي تبطن وتكسو جدران المسالك البولية وبالتالي تمنع البكتيريا من الالتصاق بها، كما أظهرت الاختبارات أيضا أن استهلاك الثمار العنبية يبطئ المظاهر المتعلقة بالتقدم بالعمر مثل فقدان الذاكرة.

وخضار مثل الملفوف الأرجواني تحتوي على 36 نوع مختلفة من المواد المضادة للأكسدة، بما في ذلك أكسير الصحة والشباب مادة الأنثوسيانين، فإن هناك أدلة تشير إلى أن الملفوف الأرجواني يساعد في بناء المخ السليم والقلب السليم ويقوم بدور حرق للدهون. وكذلك ثمرة فاكهة التين التي استخدمت منذ العصور القديمة للتحلية، فقد أظهرتها الرسوم اليونانية، وذكرها القرآن بشكل خاص جنباً إلى جنب مع الزيتون العظيم الفائدة والذي يحوي أيضاً على الأنثوسيانين حيث أقسم بهما الله لعظيم قدرهما في الخلق (والتين والزيتون وطور سنين) (التين 1)، وهذه الفاكهة الأرجوانية والتي هي أيضاً من المواد المغذية، لاحتوائه على الكالسيوم والمغنيزيوم والألياف، فقد استخدمها اليابانيون للحد من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم.

إن هذه الفوائد والكنوز الثمينة التي تقدمها الثمار الأرجوانية والتي ثبت من خلال الدراسات العلمية الموثقة دورها في منع عمليات الأكسدة والالتهابات والحد من مظاهر الشيخوخة للخلايا وتنشيط الجسم للدفاع ضد الإجهاد والعمل على التئام الجروح، تجعل منها مادة بحثية دسمة للأبحاث المستقبلية التي سوف تتجه لاكتشاف الإمكانات الكامنة وقدرة هذه الأطعمة على الشفاء. خاص موقع: http://worthfood.com/

المصادر:

http://www.naturalnews.com/027477_berries_health_foods.html

http://www.anthocyanins.net/

http://en.wikipedia.org/wiki/Anthocyanin

http://www.sheknows.com/articles/805508

3 تعليقات

  1. ابو منار الغالي بارك الله فيك
    معلومات قيمه لها اثر كبير في تغيير نظامنا الغذائي ووقايتنا من هذه الامراض عافانا الله وإياكم منها
    مع العلم انه كل ما تقدم العلم والاكتشافات هناك المزيد من المخاطر والسلبيات
    هناك اصناف كثيره نتناولها تفرض نفسها في حياتنا اليوميه
    وما أدراك ربما سيأتي يوم على احفادنا يتغنون بمأكولاتنا كما نتغنى نحن الان بمأكولات اجدادنا

  2. اشكر لك جهودك الحثيثة على ايصال معلومات من خلال المدونة

  3. جزاك الله كل خير ياأخ احمد وأمدك الله من علمه على هذه المعلومات القيمة والثمينة ,فنحن بحاجة إليها ,لأن نظامنا الغذائي يلي تعودنا عليه من الصغر أضرنا .

أضف تعليق