تعرض الأطفال للجراثيم اليومية الطبيعية تحميهم من الأمراض وهم بالغين


بحث جديد:

تعرض الأطفال للجراثيم اليومية الطبيعية تحميهم من الأمراض وهم بالغين

أخصائي الأغذية

م. ايمن قاسم الرفاعي

25.12.2009

(الصحة الغذائية)؛ لقد ولت تلك الأيام التي كان فيها وقت اللعب للأطفال يعني الغوص في الأوساخ ووبرك الوحل والسباحة في الجداول والأنهار وتسلق الأشجار، من ثم الذهاب مباشرة للطعام والاكتفاء بغسيل اليدين فقط بالماء أو بالماء والصابون العادي، حيث كان الآباء في حينها يرون في أطفالهم طفولتهم الراحلة فيسعدون بلعبهم والطين الذي يشوه مناظرهم.

kids & mud
طفل ووحل

لكن الحال في هذه الأيام قد تغيرت، فقد بات الآباء يفخرون بالحفاظ على صغارهم بنظافة مفرطة بعيداً عن الجراثيم قدر المستطاع من خلال نقعهم بالمطهرات والصابون المضاد للبكتريا, ولربما تحول الحال في بعض الآباء إلى وسواس خوفاً على أبنائهم من المرض والعدوى.

لكن قد يفاجئ هؤلاء الآباء البحث الجديد الذي نشرته جامعة نورث ويسترون (Northwestern University), والتي تشير إلى أن تعرض الأطفال للجراثيم العادية اليومية هو الطريق الطبيعي للوقاية من الأمراض في سن البلوغ.

والدراسة، التي نشرت في ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام 2009م في الطبعة التاسعة من صحيفة وقائع الجمعية الملكية, العلوم البيولوجية (the journal Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences )، هي الأولى من نوعها في التحقيق فيما إذا كان التعرض للميكروبات في وقت مبكر في الحياة تؤثر على العمليات المتصلة بالأمراض الالتهابية في مرحلة البلوغ.

اللافت للنظر، أن هذه الدراسة تشير إلى أن التعرض للجراثيم المعدية في مرحلة الطفولة قد يكون في الواقع حماية للشباب في البلدان النامية من تطور أمراض خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية عندما يصبحوا بالغين.

قال توماس McDade (هو أستاذ الانثروبيولوجيا في نورث وسترن واينبرغ كلية الآداب والعلوم ، وزميل هيئة التدريس في معهد لبحوث السياسات ) والمؤلف الرئيسي للدراسة في بيان لوسائل الإعلام:

“وخلافا لافتراضات الدراسات السابقة ذات الصلة ، فإن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن النظافة الشديدة، والبيئات الصحية الفائقة في وقت مبكر في الحياة يمكن أن تسهم في الوصول إلى مستويات أعلى من الالتهابات عند البلوغ، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة المخاطر بالنسبة لمجموعة واسعة من الأمراض“.

وأضاف أيضاً أن البشر في الآونة الأخيرة فقط أصحبوا يتوقون للتواجد في البيئات فائقة النظافة, وأنه يمكن أن يكون الوقت قد حان لوضع حد للصابون مضاد للجراثيم. ذلك لأن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن نظم معالجة التهابات في الجسم بحاجة إلى مستويات عالية كفايةً من التعرض للجراثيم والميكروبات اليومية وميكروبات أخرى للتطوير والعمل بشكل صحيح.

وبعبارة أخرى ، قد تحتاج شبكات التهابات للتعرض لنفس النوع من الميكروبات في وقت مبكر من الحياة والتي كانت جزءا من بيئة الإنسان على مر التاريخ التطوري له لتعمل بصورة مثلى في سن الرشد.

ودرس الباحثون في جامعة نورث على وجه التحديد كيف أنه قد تؤثر البيئات في وقت مبكر من الحياة على إنتاج البروتين سي التفاعلي (CRP وهو بروتين ترتفع نسبته في الدم نتيجة للالتهاب في مرحلة البلوغ، وإن البحوث المتعلقة بالبروتين (CRP)، والذي هو جزء مهم من نظام المناعة لمكافحة العدوى ، تركزت بشكل أساسي على البروتين كأحد المؤشرات المحتملة لمرض القلب.

علماً أن معظم العلماء وفي وقت سابق أجروا الأبحاث على البروتين (CRP) في الأماكن الراقية ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، حيث توجد مستويات منخفضة نسبياً من الأمراض المعدية. في حين أن McDade وزملاؤه كانوا يرغبون في إنتاج البروتين (CRP) كما يبدو هناك في الفلبين حيث يضطر السكان للعيش مع مستوى عال من الأمراض المعدية في مرحلة الطفولة المبكرة مقارنة مع الدول الغربية، حيث وبالمقارنة مع الدول الغربية فإن شعب الفلبين لديه انخفاض نسبي في معدلات السمنة (التي ترتبط مع بروتين CRP)، وكذلك في أمراض القلب والأوعية الدموية. خاص موقع: http://worthfood.com/


المصادر:

http://www.northwestern.edu/newscenter/stories/2009/12/germs.html

http://www.naturalnews.com/027780_germs_inflammation.html